فأحضر دهقان حلوان وطلب منه جمارا فأعلمه أن بلده ليس بها نخل ولكن على العقبة نخلتان فمر بقطع إحداهما فقطعت فأتي الرشيد بجمارتها فأكل منها وراح فلما انتهى إلى العقبة نظر إلى إحدى النخلتين مقطوعة والأخرى قائمة وإذا على القائمة مكتوب .
( أسْعداني يا نَخْلَتَيْ حُلْوان ... وابكيا لي من ريْبِ هذا الزمانِ ) .
( أَسعداني وأيْقِنا أنَّ نحساً ... سوف يلقاكُما فتفترقان ) .
فاغتم الرشيد وقال يعز علي أن أكون نحستكما ولو كنت سمعت بهذا الشعر ما قطعت هذه النخلة ولو قتلني الدم .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا الحارثي بن أبي أسامة قال حدثني محمد بن أبي محمد القيسي عن أبي سمير عبد الله بن أيوب قال لما خرج المهدي فصار بعقبة حلوان استطاب الموضع فتغدى ودعا بحسنة فقال لها أما ترين طيب هذا الموضع غنيني بحياتي حتى أشرب ها هنا أقداحا فأخذت محكة كانت في يده وأوقعت على مخدة وغنته .
( أيا نخلتَيْ وادي بُوانةَ حبَّذا ... إذا نام حُرّاسُ النخيل جَناكُما ) - طويل - .
فقال أحسنت ولقد هممت بقطع هاتين النخلتين يعني نخلتي حلوان فمنعني منهما هذا الصوت وقالت له حسنة أعيذك بالله يا أمير المؤمنين أن تكون النحس المفرق بينهما فقال لها وما ذاك فأنشدته أبيات مطيع هذه فلما بلغت قوله