عن الزبير عن جرير قال .
التقاء معبد وابن سريج ببطن مر .
كان معبد خارجا إلى مكة في بعض أسفاره فسمع في طريقه غناء في بطن مر فقصد الموضع فإذا رجل جالس على حرف بركة فارق شعره حسن الوجه عليه دُرَّاعةٌ قد صبغها بزعفران وإذا هو يتغنى .
صوت .
( حَنَّ قِلبِي من بعد ما قد أَنَابَا ... ودَعَا الهَمَّ شَجْوُه فأَجَابا ) .
( ذاكَ مِنْ منزلٍ لسَلْمَى خَلاء ... لاَبِسٍ من خَلائِهِ جِلبابا ) .
( عُجْتُ فيه وقلتُ للرَّكْبِ عُوجُوا ... طَمَعاً أن يَرُدّ ربعٌ جوابا ) .
( فاسْتَثَار المنسِيَّ من لَوْعة الحب ... وأبْدَى الهمومَ والأوْصَابَا ) .
فقرع معبد بعصاه وغنى .
( مَنَع الحياةَ من الرجالِ ونَفْعَها ... حَدَقٌ تُقَلِّبُها النساءُ مِرَاضُ ) .
( وكأنَّ أفئدةَ الرجالِ إذا رَأوْا ... حَدَقَ النِّساءِ لنَبْلها أَغْرَاضُ ) .
فقال له ابن سريج بالله أنت معبد قال نعم وبالله أنت ابن سريج قال نعم ووالله لو عرفتك ما غنيت بين يديك