( الذي يَحفظُ القديمَ من العهد ... وإنْ زَلَّ صاحبٌ قلَّ عَذْلُهْ ) .
( ورعَى ما مضى مِن العهد مِنه ... حين يؤذِي من الجهالة جهلُه ) .
( ليس مَن يُظهِرُ المودّةَ إِفْكاً ... وإذا قال خالفَ القولَ فِعلُه ) .
( وَصْلُه للصَّديق يوماً فإنْ طالَ ... فيومانِ ثم يَنْبَتُّ حَبْلُهْ ) - خفيف - .
قال فصالحه يحيى وعاود عشرته .
نزوله بدير كعب .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا هارون بن محمد بن عبد الملك قال حدثني أبو أيوب المدني قال حدثني أحمد بن إبراهيم الكاتب قال حدثني أبي عن رجل من أهل الشأم قال كنت يوما نازلا بدير كعب قد قدمت من سفر فإذا أنا برجل قد نزل الدير ومعه ثقل وآلة وعيبة فكان قريبا من موضعي فدعا بطعام فأكل ودعا الراهب فوهب له دينارين وإذا بينه وبينه صداقة فأخرج له شرابا فجلس يشرب ويحدث الراهب وأنا أراهما إذ دخل الدير رجل فجلس معهما فقطع حديثهما وثقل في مجلسه وكان غث الحديث فأطال فجاءني بعض غلمان الرجل النازل فسألته عنه فقال هذا مطيع بن إياس فلما قام الرجل وخرج كتب مطيع على الحائط شيئا وجعل يشرب حتى سكر فلما كان من غد رحل فجئت موضعه فإذا فيه مكتوب .
( طَرْبةَ ما طرِبْتُ في دَيْر كعبِ ... كدْتُ أقضي من طَرْبتي فيه نَحْبِي ) .
( وتذكَّرْتُ إخوتي ونَدَامايَ ... فهاج البكاءَ تَذْكارُ صحبي ) .
( حينَ غابوا شَتَّى وأصبحْتُ فرداً ... ونأَوْا بينَ شرْقِ أرضٍ وغَرْبِ ) .
( وهُمْ ما هُمُ فحسبي لا أبْغي ... بدِيلاً بِهِمْ لعمرُكَ حسبي )