( وأبوكَ المرءُ لم يُشْنأُ به ... يومَ سِيمَ الخَسْفَ منّا ذو الخَسَارِ ) .
قال ثم إن عديا قدم المدائن على كسرى بهدية قيصر فصادف أباه والمرزبان الذي رباه قد هلكا جميعا فاستأذن كسرى في الإلمام بالحيرة فأذن له فتوجه إليها وبلغ المنذر خبره فخرج فتلقاه في الناس ورجع معه .
وعدي أنبل أهل الحيرة في أنفسهم ولو أراد أن يملكوه لملكوه ولكنه كان يؤثر الصيد واللهو واللعب على الملك فمكث سنين يبدو في فصلي السنة فيقيم في جفير ويشتو بالحيرة ويأتي المدائن في خلال ذلك فيخدم كسرى فمكث كذلك سنين وكان لا يؤثر على بلاد بني يربوع مبدى من مبادي العرب ولا ينزل في حي من أحياء بني تميم غيرهم وكان أخلاؤه من العرب كلهم بني جعفر وكانت إبله في بلاد بني ضبة وبلاد بني سعد و كذلك كان أبوه يفعل لا يجاوز هذين الحيين بإبله ولم يزل على حاله تلك حتى تزوج هند بنت النعمان بن المنذر وهي يومئذ جارية حين بلغت أو كادت .
وخبره يذكر في تزويجها بعد هذا .
قال ابن حبيب وذكر هشام بن الكلبي عن إسحاق بن الجصاص وحماد