أموالهم ما يعجبه فلما تيقن أن أهل الحيرة قد أجمعوا على قتله بعث إلى زيد بن حماد بن زيد بن أيوب وكان قبله على الحيرة فقال له يا زيد أنت خليفة أبي وقد بلغني ما أجمع عليه أهل الحيرة فلا حاجة لي في ملككم دونكموه ملكوه من شئتم فقال له زيد إن الأمر ليس إلي ولكني أسبر لك هذا الأمر ولا آلوك نصحا فلما أصبح غدا إليه الناس فحيوه تحية الملك وقالوا له ألا تبعث إلى عبدك الظالم يعنون المنذر فتريح منه رعيتك فقال لهم أولا خير من ذلك قالوا أشر علينا قال تدعونه على حاله فإنه من أهل بيت ملك وأنا آتيه فأخبره أن أهل الحيرة قد اختاروا رجلا يكون أمر الحيرة إليه إلا أن يكون غزوٌ أو قتال فلك اسم الملك وليس إليك سوى ذلك من الأمور قالوا رأيك أفضل .
فأتى المنذر فأخبره بما قالوا فقبل ذلك وفرح وقال إن لك يا زيد علي نعمة لا أكفرها ما عرفت حق سبد وسبد صنم كان لأهل الحيرة فولى أهل الحيرة زيدا على كل شيء سوى اسم الملك فإنهم أقروه للمنذر وفي ذلك يقول عدي .
( نحن كنّا قد علِمْتُمْ قبلَكُمْ ... عَمَدَ البيتِ وأوتادَ الإِصَارِ ) .
قال ثم هلك زيد وابنه عدي يومئذ بالشأم وكانت لزيد ألف ناقة الحمالات كان أهل الحيرة أعطوه إياها حين ولوه ما ولوه فلما هلك أرادوا أخذها فبلغ ذلك المنذر فقال لا واللات والعزى لا يؤخذ مما كان في يد زيد ثفروق وأنا أسمع الصوت .
ففي ذلك يقول عدي بن زيد لابنه النعمان بن المنذر