المبرد قال كتب كلثوم بن عمرو العتابي إلى منصور النمري قوله .
( تَقَضّتْ لُباناتٌ ولاح مَشِيبُ ... وأشفَى على شمسِ النّهار غروبُ ) .
( وَوَدَّعْتُ إخوانَ الصِّبا وتصرَّمَتْ ... غَواية قلبٍ كانَ وهو طروبُ ) .
( ورُدَّتْ على الساقي تفيض وربَّما ... رددْتُ عليه الكأس وهي سليب ) .
( وممّا يَهِيج الشّوق لي فيَرُدّه ... خفيفٌ على أيدي القِيان صَخوبُ ) .
( عَطَوْنَ بهِ حتّى جرى في أديمه ... أصابيغ في لبّاتِهِنَّ وطِيْبُ ) - طويل - .
فأجابه النمري وقال .
( أوحشَةُ نَدْمانيك تبكِي فربمَّا ... تلاقيهما والحِلمُ عنك عَزُوب ) .
( ترى خَلَفاً من كل نَيْلٍ وثروةٍ ... سماعَ قيان عُودُهُنَّ قريبُ ) .
( يُغَنِّيك يا بنتي فتستصحب النُّهى ... وتحتازك الآفاتُ حِين أغيبُ ) .
( وإنَّ امرأً أودى السماعُ بلُبِّه ... لَعُريانُ من ثَوْبِ الفلاح سليبُ ) - طويل - .
أخبرني عمي قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثنا محمد ابن عبد الله بن آدم بن جشم العبدي أبو مسعر قال أتى النمري يزيد بن مزيد ويزيد يومئذ في إضاقة وعسرة فقال اسمع مني جعلت فداك فأنشده قصيدة له يقول فيها