مروان ينشد الرشيد وعدم اهتمام النمري به .
قال مروان فما برحت حتى أمرني هارون أمير المؤمنين أن أنشده وكان يتبسم في وقت ما كان ينشده النمري ويأخذ على بطنه وينظر إلى ما قال فأنشدته .
( موسى وهارونُ هما اللذانِ ... في كتب الأخبارِ يوجدان ) .
( من وَلَد المهديِّ مَهْدِيّان ... قُدّا عِنانَيْنِ على عِنان ) .
( قد أطلق المهديُّ لي لساني ... وشدّ أزري ما به حَبانِي ) .
( من اللُّجَيْن ومن العِقْيان ... عِيديَّةً شاحِطةَ الأثمانِ ) .
( لو خايَلَتْ دجلَة بالألبان ... إذاً لقيل اشتبه النهران ) - رجز - .
قال فوالله ما عاج النمري بذلك ولا احتفل به فأومأ إلي هارون أن زده فأنشدته قصيدتي التي أقول فيها .
( خَلُّوا الطريقَ لمعشرٍ عاداتهمْ ... حَطمُ المناكب كل يومِ زحامِ ) .
( إرضَوْا بما قسم الإلهُ لكُمْ به ... ودَعوا وِراثةَ كلِّ أَصْيَدَ حامِ ) .
( أنَّي يكون وليس ذاك بكائنٍ ... لبني البنات وراثةُ الأعمام ) - كامل - .
قال فوالله ما عاج بشيء منها وخرجت الجائزتان فأعطى مروان مائة ألف وأعطى النمري سبعين ألفا وقال أنت مزيد في ولد علي .
قال ولقد تخلص النمري إلى شيء ليس عليه فيه شيء وهو قوله .
( فإن شكروا فقد أَنْعَمْتَ فيهمْ ... وإلاَّ فالنَّدامةُ للكَفورِ )