يسألهم أن يذكروه للرشيد فذكروه ووصفوه فأحب أن يسمع كلامه فأمرهم بإقدامه فقدم ونزل عليهم فأخبروا الرشيد بموضعه وأمرهم بإحضاره وصادف دخوله إليه يوم نوبة مروان على ما سمعه من بيانه وكان مروان يقول قبل قدومه هذا شامي وأنا حجازي أفتراه يكون أشعر مني ودخله من ذلك ما يدخل مثله من الغم والحسد واستنشد الرشيد منصورا فأنشده .
( أميَر المؤمنين إليك خُضْنَا ... غِمَارَ الهَوْل من بلدٍ شَطيرِ ) .
( بخُوصٍ كالأهلَّة خافقاتٍ ... تلين على السُّرى وعلى الهجيرِ ) .
( حَمَلْنَ إليك أحمالاً ثِقالاً ... ومثل الصخر الدرِّ النثيرِ ) .
( فقد وَقف المديحُ بمنتهاه ... وغايتِه وصار إلى المصير ) .
( إلى مَن لا يشير إلى سِواه ... إذا ذُكِر النَّدَى كفُّ المشيرِ ) - وافر - .
فقال مروان وددت والله أنه أخذ جائزتي وسكت .
وذكر في القصيدة يحيى بن عبد الله بن حسن فقال .
( يذلِّل من رقاب بني عليٍّ ... ومَنٍّ ليس بالمنِّ الصغيرِ ) .
( مَنَنْتَ على ابن عبد الله يحيى ... وكانَ من الحُتُوفِ على شفير )