قال وقال معبد قدمت مكة فذهب بي بعض القرشيين إلى الغريض فدخلنا عليه وهو متصبح فانتبه من صحبته وقعد فسلم عليه القرشي وسأله فقال له هذا معبد قد أتيتك به وأنا أحب أن تسمع منه قال هات فغنيته أصواتا فقال بمدرى معه في رأسه ثم قال إنك يا معبد لمليح الغناء قال فأحفظني ذلك فجثوت على ركبتي ثم غنيته من صنعتي عشرين صوتا لم يسمع بمثلها قط وهو مطرق واجم قد تغير لونه حسدا وخجلا .
معبد وحكم الوادي والعبد الأسود .
قال إسحاق وأخبرت عن حكم الوادي قال كنت أنا وجماعة من المغنين نختلف إلى معبد نأخذ عنه ونتعلم منه فغنانا يوما صوتا من صنعته وأعجب به وهو .
( القصرُ فالنخلُ فالجَمَّاء بينهما ... ) .
فاستحسناه وعجبنا منه وكنت في ذلك اليوم أول من أخذه عنه واستحسنه مني فأعجبتني نفسي فلما انصرفت من عند معبد عملت فيه لحنا آخر وبكرت على معبد مع أصحابي وأنا معجب بلحني فلما تغنينا أصواتا قلت له إني قد عملت بعدك في الشعر الذي غنيتناه لحنا واندفعت فغنيته صوتي فوجم معبد ساعة يتعجب مني ثم قال قد كنت أمس أرجى مني لك اليوم وأنت اليوم عندي أبعد من الفلاح قال حكم فأُنسيت يعلم الله صوتي ذلك منذ تلك الساعة فما ذكرته إلى وقتي هذا