( ما جَفّ للعينينِ بَعْدك ... يا قريرَ العينِ مَجْرى ) .
( فاسلَمْ سَلِمْتَ مبرّأ ... مِن صَبْوتي أبداً مُعَرَّى ) .
( إن الصَّبابة لم تَدَعْ ... مِنِّي سِوى عَظْمٍ مُبَرَّى ) .
( ومدامعٍ عَبْرَى على ... كَبِدٍ عليك الدّهر حَرّى ) - مجزوء الكامل - .
في هذين البيتين غناء أو يقال إنه متكلف وهو الذي يقول .
( فلو كان للشكرِ شخصٌ يَبِينُ ... إذَا ما تأمّلَه النّاظرُ ) .
( لمثَّلْتُه لك حتَّى تراه ... لِتعلم أنِّي امرؤٌ شاكرُ ) - متقارب - .
الغناء في هذين البيتين لأبي العبيس ثقيل أول ولرذاذ خفيف ثقيل فحدثني أبو يعقوب إسحاق بن يعقوب النوبجي عن أبي الحسن علي بن العباس وغيره من أهله قالوا لما صنع رذاذ لحنه في هذا الشعر .
( فلو كان للشُّكر شخصٌ يبين ... ) .
فتن به الناس وكان هجيراهم زمانا حتى صنع أبو العبيس فيه الثقيل الأول فأسقط لحن رذاذ وغلب عليه .
المأمون يكتب في إشخاصه .
أخبرني إبراهيم بن أيوب عن عبد الله بن مسلم وأخبرني علي بن سليمان الأخفش عن محمد بن يزيد قالوا جميعا كتب المأمون في إشخاص كلثوم بن عمرو العتابي فلما دخل عليه قال له يا كلثوم بلغتني وفاتك فساءتني ثم بلغتني وفادتك فسرتني فقال له العتابي يا أمير المؤمنين لو قسمت هاتان الكلمتان على أهل الأرض لوسعتاها فضلا