الشعراء بباب المأمون فأوذن بهم فقال لعلي بن صالح صاحب المصلى اعرضهم فمن كان منهم مجيدا فأوصله إلي ومن كان غير مجيد فاصرفه وصادف ذلك شغلا من علي بن صالح كان يريد أن يتشاغل به عن أمر نفسه فقال مغضبا وقال والله لأعمنهم بالحرمان ثم جلس لهم ودعا بهم فجعلوا يتغالبون على القرب منه فقال لهم على رسلكم فإن المدى أقرب من ذلك هل فيكم من يحسن أن يقول كما قال أخوكم العتابي .
( ماذا عسى مادحٌ يُثْني عليك وقد ... ناداك في الوَحْي تقديسٌ وتطهيرُ ) .
( فُتَّ المَمَادحَ إلاّ أنَّ ألسننَا ... مُسْتَنْطَقاتٌ بما تحوي الضَّمائير ) - بسيط - .
قالوا لا والله ما بنا أحد يحسن أن يقول مثل هذا قال فانصرفوا جميعا .
قيل في شعره تكلف ونفاه آخرون .
أخبرني الحسن قال حدثنا ابن مهرويه قال حدثني أبو بكر أحمد ابن سهل قال تذاكرنا شعر العتابي فقال بعضنا فيه تكلف ونصره بعضنا فقال شيخ حاضر ويحكم أيقال إن في شعره تكلفا وهو القائل .
( رُسُلُ الضَّمير إليك تَتْرَى ... بالشّوق ظالعةٌ وحَسْرَى ) .
( متَزجِّياتٍ ما يَنيْنَ ... على الوَجَى من بُعدِ مَسْرى )