( وقبل غدٍ يا لَهْفَ نفسي على غدٍ ... إذ راح أصحابي ولستُ برائح ) - طويل - .
فتنبه كالمتفزِّع ثم قال من يقول هذا ويحك قلت أبو الطمحان القيني يا أمير المؤمنين قال صدق والله أعدهما علي فأعدتهما عليه حتى حفظهما ثم دعا بالطعام فأكل ودعا بالشراب فشرب وأمر لي بعشرين ألف درهم .
اعتذار الحسن لعبد الملك .
أخبرني حبيب بن نصر المهلبي قال حدثني أحمد بن الحارث الخراز قال حدثني المدائني قال عاتب عبد الملك بن مروان الحسن بن الحسن عليهما السلام على شيء بلغه عنه من دعاء أهل العراق إياه إلى الخروج معهم على عبد الملك فجعل يعتذر إليه ويحلف له فقال له خالد بن يزيد بن معاوية يا أمير المؤمنين ألا تقبل عذر ابن عمك وتزيل عن قلبك ما قد أشربته إياه أما سمعت قول أبي الطمحان القيني - طويل - .
( إذا كان في صدر ابنِ عَمِّكَ إحْنَةٌ ... فلا تَسْتَثِرها سوف يَبْدو دَفينُها ) .
( وإنْ حَمْأَةَ المعروفِ أعطاك صَفْوَها ... فخُذْ عَفْوَه لا يَلْتبِسْ بك طِينُها ) - طويل - .
قال المدائني ونزل أبو الطمحان على الزبير بن عبد المطلب بن هاشم وكانت العرب تنزل عليه فطال مقامه لديه واستأذنه في الرجوع إلى أهله وشكا إليه شوقا إليهم فلم يأذن له وسأله المقام فأقام عنده مدة ثم أتاه فقال له .
( ألاَ حَنَّت المِرْقالُ وائْتبَّ ربُّها ... تَذَكَّرُ أوطاناً وأَذْكرُ مَعْشَري )