قال ثم قال ابن الأعرابي هذا والله من حسن الكلام ومنقح الشعر وأنشد أبو نصر للمجنون أيضا وفيه غناء قال .
( كأنّ فؤادي في مخالبِ طائرٍ ... إذا ذُكِرتْ ليلَى يَشُدُّ بها قَبْضَا ) .
( كأنّ فِجَاجَ الأرض حَلْقة خاتَمٍ ... عليّ فما تزدادُ طولاً ولا عَرضَاً ) .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثنا أبو مسلم عن القحذمي قال قال رجل من عشيرة المجنون له إني أريد الإلمام بحي ليلى فهل تودعني إليها شيئا فقال نعم قف بحيث تسمعك ثم قل .
صوت .
( اللهُ يعلمُ أنّ النفسَ هالكةٌ ... باليأس منكِ ولكنّي أُعنِّيها ) .
( مَنّيتُكِ النفسَ حتى قد أضرَّ بها ... واستيقَنَتْ خُلُفاً مماّ أُمنِّيها ) .
( وساعةٌ منك أَلهُوهَا وإن قَصُرَتْ ... أشْهَى إليّ من الدنيا وما فيها ) قال فمضى الرجل ولم يزل يرقب خلوة حتى وجدها فوقف عليها ثم قال لها يا ليلى لقد أحسن الذي يقول .
( اللهُ يعلم أنّ النفسَ هالكةٌ ... باليأس مِنك ولكنيّ أُعَنّيها ) وأنشد الأبيات فبكت بكاء طويلا ثم قالت أبلغه السلام وقل له .
( نفسِي فداؤكَ لو نفسي ملكتُ إذاً ... ما كان غيرُك يَجْزِيها ويُرضِيها ) .
( صبراً على ما قضاه الله فيكَ على ... مرارةٍ في اصطباري عنكَ أخفِيها ) قال فأبلغه الفتى البيتين وأخبره بحالها فبكى حتى سقط على وجهه مغشيا عليه ثم أفاق وهو يقول