( أحبِبْ إذا أحببتَ حبا مُقارِباً ... فإنك لا تدري متى أنت نازع ) .
( وأبغِض إذا أبغضت بغضاً مقارباً ... فإنك لا تدري متى أنت راجِع ) .
( وكن معدِنا للحلم واصفح عن الخَنا ... فإنك راءٍ ما عمِلتَ وسامِع ) .
ابو الأسود يشكو جيرانه .
وقال المدائني حدثني أبو بكر الهذلي قال كان لأبي الأسود جار من بني حليس بن يعمر بن نفاثة بن عدي بن الديل من رهطة دنية ومنزل أبي الأسود يومئذ في بني الديل فأولع جاره برميه بالحجارة كلما أمسى فيؤذيه فشكا أبو الأسود ذلك إلى قومه وغيرهم فكلموه ولاموه فكان ما اعتذر به إليهم أن قال لست أرميه وإنما يرميه الله لقطعه للرحم وسرعته إلى الظلم في بخله بماله فقال أبو الأسود والله ما أجاور رجلا يقطع رحمي ويكذب على ربي فباع داره واشترى دارا في هذيل فقيل له يا أبا الأسود أبِعث دارك قال لم أبع داري ولكن بعت جاري فأرسلها مثلا وقال في ذلك .
( رمانيَ جاري ظالماً برميَّه ... فقلتُ له مهلا فأنكَرَ ما أتى ) .
( وقال الذي يرميك ربُّك جازيا ... بذنبك والحَوْباتُ تُعقِب ما ترى ) .
( فقلت له لو أن ربي برمية ... رماني لما اخطا إلهي ما رمى ) .
( جزى الله شرّا كلَّ من نال سوءة ... ويَنْحَلُ فيها ربَّه الشرَّ والأذى ) .
وقال فيه أيضا .
( لَحَى الله مولى السَّوء لا أنت راغب ... إليه ولا رامٍ به من تحاربه )