أخبرنا اليزيدي قال حدثنا عيسى عن ابن عائشة والأصمعي أن رجلا سأل أبا الأسود الدؤلي فرده فألح عليه فقال له أبو الأسود ليس للسائل الملحف مثل الرد الجامس قال يعني بالجامس الجامد .
وقال المدائني خطب أبو الأسود امرأة من بني حنيفة وكان قد رآها فأعجبته فأجابته إلى ذلك وأذنت له في الدخول إليها فدخل دارها فخاطبها بما أراد فلماخرج لقيه ابن عم لها قد كان خطبها على أخيه فقال له ما تصنع هاهنا فأخبره بخطبته المرأة فنهاه عن التعرض لها ووضع عليها أرصادا فكان أبو الأسود ربما مر بهم وإجتاز بقبيلتهم فدسوا إليه رجلا يوبخه في كل محفل يراه فيه ففعل وأتاه وهو في نادي قومه فقال له يا أبا الأسود أنت رجل شريف ولك سن وخطر وعرض وما أرضى لك أن تلم بفلانة وليست لك بزوجة ولا قرابة فإن أهلها قد أنكروا ذلك وتشكوه فإما أن تتزوجها أو تضرب عنها فقال له أبو الأسود .
( لقد جدّ في سَلمى الشكاةُ ولَلَّذي ... يقولون لو يبدو لك الرشدُ أرشدُ ) .
( يقولون لا تَمذُل بِعرضك واصطنع ... معادَك إنّ اليوم يتَبْعَه غد ) .
( وإياك والقومُ الغِضابَ فإنهم ... بكل طريق حولهم تترصَّد ) .
( تلام وتُلحَى كل يوم ولا تُرى ... على اللوم وإلا حولَها تتردّد ) .
( أفادَتْكَها العينُ الطموحُ وقد ترى ... لك العينُ ما لا تستطيع لك اليدُ ) وقال أبو الأسود