يحب اتخاذ اللقاح ويغالي بها ويصفها فأتى أبا الأسود وعنده لقحة غزيرة يقال لها الصفوف فقال له يا أبا الأسود ما بلقحتك بأس لولا عيب كذا وكذا فهل لك في بيعها فقال أبو الأسود على ما تذكر فيها من العيب فقال إني أغتفر ذلك لها لما أرجوه من غزارتها فقال له أبو الأسود بئست الخلتان فيك الحرص والخداع أنا لعيب مالي أشد اغتفارا وقال أبو الأسود فيه .
( يريد وَثاقٌ ناقتي ويَعيبها ... يخادِعني عنها وثاقُ بن جابِرِ ) .
( فقلت تعلَّمْ يا وثاقُ بأنها ... عليك حِمًى أُخرى الليالي الغَوابِر ) .
( بصُرتَ بها كَومَاء حَوسَاء جَلْدةً ... من المُولِياتِ الهامَ حدَّ الظواهِر ) .
( فحاولتَ خَدْعي والظنونُ كواذِبٌ ... وكم طامِع في خَدعتي غيرُ ظافِر ) .
قال وكانت له لقحة أخرى يقال لها الطيفاء وكان يقول ماملكت مالا قط أحب إلي منها فأتاه فيها رجل من بني سدوس يقال له أوس بن عامر فجعل يماكر أبا الأسود ويعيبها فألفاه بها بصيرا وفيها منافسا فبذل له فيها ثمنا وافيا فأبى أن يبيعه وقال فيه .
( أتانِي في الطيفاء أوسُ بن عامرٍ ... ليخدعني عنها بِجِنّ ضِراسِها ) .
( فسام قليلا ناسئاً غير ناجز ... وأُحصِر نفساً وانتهى بِمكاسها ) .
( فأُقسمُ لو أعطيتَ ما سمَت مِثلَه ... وضِعفا له لما غَدوتَ براسِها ) .
( أغرَّك منها أن نَحرتُ حُوارها ... لجيرانِ أمّ السَّكْنِ يوم نِفاسِها ) .
( فولَّى ولم يطمع وفي النفس حاجةٌ ... يردّدها مردودةً بإياسِها )