( فأمّا إذا عضَّتْ بك الحرب عَضَّةً ... فإنك معطوفٌ عليك رحيم ) .
( وأمّا إذا آنسْتَ أمناً ورخْوَةً ... فإنك للقُرْبَى ألدُّ ظَلُومُ ) .
فلما سمع عقيل هذه الأبيات رضي عنه وبعث إليه فقدم عليه .
أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي قال حدثنا الرياشي عن محمد بن سلام قال حدثني ابن جعدبة قال عاتب عمر بن عبد العزيز رجلا من قريش أمه أخت عقيل بن علفة فقال له قبحك الله أشبهت خالك في الجفاء فبلغت عقيلا فجاء حتى دخل على عمر فقال له ماوجدت لابن عمك شيئا تعيره به إلا خؤولتي فقبح الله شركما خالا فقال له صخير بن أبي الجهم العدوي وأمه قرشية آمين يا أمير المؤمنين فقبح الله شركما خالا وأنا معكما أيضا فقال له عمر إنك لأعرابي جلف جاف أما لو كنت تقدمت إليك لأدبتك والله لا أراك تقرأ من كتاب الله شيئا قال بلى إني لأقرأ قال فاقرأ فقرأ ( إذا زلزلت الأرض زلزالها ) حتى بلغ إلى آخرها فقرأ فمن يعمل مثقال ذرة شرا يره ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره فقال له عمر ألم أقل لك إنك لا تحسن أن تقرأ قال أو لم أقرأ قال لا لأن الله جل وعز قدم الخير وأنك قدمت الشر فقال عقيل .
( خذا بَطْن هَرْشى أو قَفاها فإنه ... كِلا جانبي هَرْشى لهنّ طريق ) .
فجعل القوم يضحكون من عجرفيته .
وروى هذا الخبر علي بن محمد المدائني فذكر انه كان بين عمر بن