عن الهيثم بن عدي قال أنشدني جماعة من بني عقيل للمجنون يرثي أباه ومات قبل اختلاطه وتوحشه فعقر على قبره ورثاه بهذه الأبيات .
( عقَرتُ على قبر الملوّّح ناقتي ... بِذي السَّرْحِ لمّا أن جَفتْه أقاربُهْ ) .
( وقلتُ لها كوني عقيراً فإنّني ... غداةَ غدٍ ماشٍ وبالأمس راكبُهْ ) .
( فلا يُبعِدَنْكَ اللهُ يابنَ مزاحمٍ ... وكلُّ امرىءٍ لِلْموتِ لا بدّ شاربُهْ ) .
( فقد كنتَ طَلاّع النِّجادِ ومُعْطِيَ الْجياد ... وسيفاً لا تُفَلُّ مَضَارِبُهْ ) .
أخبرني حبيب بن نصر المهلبي قال حدثنا عبد الله بن شبيب عن الحزامي عن محمد بن معن قال بلغني أن رجلا من بني جعدة بن كعب كان أخا وخلا للمجنون مر به يوما وهو جالس يخط في الأرض ويعبث بالحصى فسلم عليه وجلس عنده فأقبل يخاطبه ويعظه ويسليه وهو ينظر إليه ويلعب بيده كما كان وهو مفكر قد غمره ما هو فيه فلما طال خطابه إياه قال يا أخي أما لكلامي جواب فقال له والله يا أخي ما علمت أنك تكلمني فاعذرني فإني كما ترى مذهوب العقل مشترك اللب وبكى ثم أنشأ يقول .
صوت .
( وشُغِلتُ عن فَهم الحديث سِوى ... ما كان منكِ فإنه شُغْلي ) .
( وأُدِيمُ لَحْظَ مُحَدِّثي ليَرى ... أنْ قد فهمتُ وعندكم عَقْلِي ) .
الغناء لعلويه .
وقال الهيثم مر المجنون بواد في أيام الربيع وحمامه يتجاوب فأنشأ يقول