وقال يعقوب بن السكيت فيما حكيناه من روايته التي ذكرها الأخفش لنا عن السكري في شعر ابي وجزة وأخباره كان أبو وجزة قد جاور مزينة وانتجع بلادهم لصهره فيهم فنزل على عمرو بن زياد بن سهيل بن مكدم بن عقيل بن وهب بن عمرو بن مرة بن مازن بن عوف بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان فأحسن عمرو جواره وأكرم مثواه فقال أبو وجزة يمدحه .
( لمن دِمنةٌ بالنَّعْفِ عافٍ صَعيدُها ... تَغَيَّر باقيها ومَحَّ جديدُها ) .
( لِسَعدة من عام الهزيمة إذ بنا ... تصافٍ وإذ لمّا يَرُعنا صُدودُها ) .
( وإذ هي أمَّا نفسُها فأَريبه ... لِلَهوٍ وأما عن صِباً فتَذُودُها ) .
( تَصَيَّدُ ألبابَ الرجالِ بدَلِّها ... وشميتُها وَحْشيةٌ لا نَصِيدها ) .
( كباسِقة الوَسْمِيِّ ساعةَ أَسبلتْ ... تلألأ فيها البرقُ وابيضّ جِيدُها ) .
الباسقة التي فضلت غيرها من الغمام وطالت عليه قال الله تبارك وتعالى ( والنخل باسقات ) .
( كبِكرٍ تُراني فَرقَدين بقَفْرة ... من الرمل أو فَيْحانَ لم يَعْسُ عُودُها ) .
( لعمرو الندى عمرو بن آل مكدّم ... كثيرُ عِليّاتِ الأمور جليدها ) .
( فتًى بين مَسْروجٍ وآلِ مُكدَّمٍ ... وعمروٌ فتى عثمانَ طُرًّا وسِيدُها )