وجزة هل لك في أن أشاركك فيما أصيب من آل الزبير وتشاركني فيما تصيب من إبراهيم فقال كلا والله لرجائي في الأمير أعظم من رجائك في آل الزبير فقدما المدينة فأتى أبو زيد دار إبراهيم فدخلها وأنشد الشعر وصاح وجلب فقال إبراهيم لبعض أصحابه اخرج إلى هذا الأعرابي الجلف فاضربه وأخرجه فأخرج وضرب وأتى أبو وجزة أصحابه فمدحهم وأنشدهم فكتبوا له إلى مال لهم بالفرع أن يعطى منه ستين وسقا من التمر فقال أبو وجزة يمدحهم .
( راحت قَلُوصي رواحا وهي حامدة ... آلَ الزبير ولم تَعدِل بهم أحدا ) .
( راحت بستين وَسْقا في حقيبتها ... ما حُمِّلت حِملَها الأدنى ولا السَّدَدا ) .
( ذاك القِرى لا كأقوامٍ عهِدتهُم ... يَقْرون ضيفَهم الملويّةَ الجُدُدا ) .
يعني السياط .
قال أبو الفرج الأصفهاني قول أبي وجزة .
( راحت بستّين وسقاً في حقيبتها ... ) .
أنها حملت ستين وسقا ولا تحمل ناقة ذلك ولا تطيقه ولا نصفه وإنما عنى أنه انصرف عنهم وقد كتبوا له بستين وسقا فركب ناقته والكتاب معه بذلك قد حملته في حقيبتها فكأنها حاملة بالكتاب ستين وسقا لأ أنها أطاقت حمل ذلك وهذا بيت معنى يسأل عنه