أن تراجعوه في شيء أو تسألوه عنه والله ما رضيت الملائكة الكرام من الله تعالى بهذا حتى راجعته في أمر آدم عليه السلام فقالت ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) حتى قال لهم ( إني أعلم ما لا تعلمون ) .
كتابه إلى أبي مسلم وهو في حبسه .
ثم كتب إليه عبد الله بن معاوية رسالته المشهورة التي يقول فيها إلى أبي مسلم من الأسير في يديه بلا ذنب إليه ولا خلاف عليه أما بعد فإنك مستودع ودائع ومولي صنائع وإن الودائع مرعية وإن الصنائع عارية فاذكر القصاص واطلب الخلاص ونبه للفكر قلبك واتق الله ربك وآثر ما يلقاك غدا على ما لا يلقاك أبدا فإنك لاق ما أسلفت وغير لاق ما خلفت وفقك الله لما ينجيك وآتاك شكر ما يبليك .
قال فلما قرأ كتابه رمى به ثم قال قد أفسد علينا أصحابنا وأهل طاعتنا وهو محبوس في أيدينا فلو خرج وملك أمرنا لأهلكنا ثم أمضى تدبيره في قتله وقال آخرون بل دس إليه سما فمات منه ووجه برأسه إلى ابن ضبارة فحمله إلى مروان فأخبرني عمر بن عبد الله العتكي قال حدثنا عن عمر بن شبة قال حدثنا محمد بن يحيى أن عبد العزيز بن عمران حدثه عن عبد الله بن الربيع عن سعيد بن عمرو بن جعدة بن هبيرة أنه حضر مروان يوم الزاب وهو يقاتل عبد الله بن علي فسأل عنه فقيل له هو الشاب المصفر الذي كان يسب عبد الله بن معاوية يوم جيء برأسه إليك فقال والله لقد هممت بقتله مرارا كل ذلك يحال بيني وبينه ( وكان أمر الله قدرا مقدورا )