حدثني أحمد بن محمد قال أخبرنا يحيى قال حدثنا الحسين بن محمد قال أخبرني محمد بن مكرم قال أخبرني أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود قال أخبرني الأصمعي عن الجعفري قال لما مات عبد الله بن جعفر شهده أهل المدينة كلهم وإنما كان عبد الله بن جعفر مأوى المساكين وملجأ الضعفاء فما تنظر إلى ذي حجى إلا رأيته مستعبرا قد أظهر الهلع والجزع فلما فرغوا من دفنه قام عمرو بن عثمان فوقف على شفير القبر فقال رحمك الله يا بن جعفر إن كنت لرحمك لواصلا ولأهل الشر لمبغضا ولأهل الريبة لقاليا ولقد كنت فيما بيني وبينك كما قال الأعشى .
( رعيتَ الذي كان بيني وبينكم ... من الوُدِّ حتى غيّبتْك المقابرُ ) .
فرحمك الله يوم ولدت ويوم كنت رجلا ويوم مت ويوم تبعث حيا والله لئن كانت هاشم أصيبت بك لقد عم قريشا كلها هلكك فما أظن أن يرى بعدك مثلك .
فقام عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق فقال لا إله إلا الله الذي يرث الأرض ومن عليها وإليه ترجعون ما كان أحلى العيش بك يابن جعفر وما أسمج ما اصبح بعدك والله لو كانت عيني دامعة على أحد لدمعت عليك كان والله حديثك غير مشوب بكذب وودك غر ممزوج بكدر .
فوثب ابن للمغيرة بن نوفل ولم يثبث الأصمعي اسمه فقال يا عمرو بمن تعرض بمزج الود وشوب الحديث أفبأبني فاطمة فهما والله خير منك ومنه فقال على رسلك يا لكع أردت أن أدخلك معهم هيهات لست هناك والله لو مت أنت ومات أبوك ما مدحت ولا ذممت فتكلم