منه قال هذا أجرتني منه يقظان فمن يجيرني منه نائما قال فجعل عبد الملك يضحك قال فأما قول الأخطل .
( ألا سائل الجحّاف هل هو ثائِرٌ ... بقتلى أصيبتْ من سُلَيم وعامر ) .
فإنه يعني اليوم الذي قتلت فيه بنو تغلب عمير بن الحباب السلمي .
وكان السبب في ذلك فيما أخبرني به علي بن سليمان الأخفش قال حدثني أبو سعيد السكري عن محمد بن حبيب عن أبي عبيدة عن ابن الأعرابي عن المفضل أن قيسا وتغلب تحاشدوا لما كان بينهم من الوقائع منذ ابتداء الحرب بمرج راهط فكانوا يتغاورون وكانت بنو مالك بن بكر جامعة بالتوباذ وما حوله وجلبت إليها طوائف تغلب وجميع بطونها إلا أن بكر بن جشم لم تجتمع أحلافهم من النمر بن قاسط وحشدت بكر فلم يأت الجمع منهم على قدر عددهم وكانت تغلب بدوا بالجزيرة لا حاضرة لها إلا قليل بالكوفة وكانت حاضرة الجزيرة لقيس وقضاعة وأخلاط مضر ففارقتهم قضاعة قبل حرب تغلب وأرسلت تغلب إلى مهاجريها وهم بأذربيجان فأتاهم شعيب بن مليل في ألفي فارس واستنصر عمير تميما وأسدا فلم يأته منهم أحد فقال .
( أيا أخَوَيْنا من تميم هُدِيتُما ... ومن أسدٍ هل تسمعانِ المُنَاديا ) .
( ألم تعلما مُذْ جاء بكرُ بنُ وائل ... وتغلِبُ الفافاً تَهُزّ العواليا )