قال أبو زيد في خبره أيضا ولما أمنه عبد الملك دخل عليه في جبة صوف فلبث قائما فقال له عبد الملك أنشدني بعض ما قلت في غزوتك هذه وفجرتك فأنشده قوله .
( صبرتْ سليمٌ للطعان وعامرٌ ... وإذا جزِعنا لم نجد من يصبِرُ ) .
فقال له عبد الملك بن مروان كذبت ما أكثر من يصبر ثم أنشده .
( نحنُ الذين إذا علَوا لمْ يَفْخَروا ... يوم اللقا وإذا عُلُوا لم يضجروا ) .
فقال عبدالملك صدقت حدثني أبي عن أبي سفيان بن حرب أنكم كنتم كما وصفت يوم فتح مكة .
حدثت عن الدمشقي عن الزبير بن بكار وأخبرني وكيع عن عبد الله بن شبيب عن الزبير بن بكار عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن عمر بن عبد العزيز بن مروان أنه حضر الجحاف عند عبد الملك بن مروان يوما والأخطل حاضر في مجلسه ينشد .
( ألا سائل الجحافُ هل هو ثائرٌ ... بقَتْلَى أصيبت من سليم وعامِر ) .
قال فتقبض وجهه في وجه الأخطل ثم إن الأخطل لما قال له ذلك قال له .
( نعَمْ سوفَ نَبْكيهم بكل مُهَنَّدٍ ... ونبكي عميراً بالرماح الخواطر ) .
ثم قال ظننت أنك يابن النصرانية لم تكن تجتريء علي ولو رأيتني لك مأسورا وأوعده فما برح الأخطل حتى حم فقال له عبد الملك أنا جارك