للأخطل ما أحسبك إلا قد كسبت قومك شرا فافتعل الجحاف عهدا من عبد الملك على صدقات بكر وتغلب وصحبه من قومه نحو من ألف فارس فثار بهم حتى بلغ الرصافة قال وبينها وبين شط الفرات ليلة وهي في قبلة الفرات ثم كشف لهم أمره وأنشدهم شعر الأخطل وقال لهم إنما هي النار أو العار فمن صبر فليقدم ومن كره فليرجع قالوا ما بأنفسنا عن نفسك رغبة فأخبرهم بما يريد فقالوا نحن معك فيما كنت فيه من خير وشر فارتحلوا فطرقوا صهين بعد رؤبة من الليل وهي في قبلة الرصافة وبينهما مي ثم صبحوا عاجنة الرحوب في قبلة صهين والبشر وهو واد لبني تغلب فأغاروا على بني تغلب ليلا فقتلوهم وبقروا من النساء من كانت حاملا ومن كانت غير حامل قتلوها قال عمر بن شبة في خبره سمعت أبي يقول صعد الجحاف الجبل فهو يوم البشر ويقال له أيضا يوم عاجنة الرحوب ويوم مخاشن وهو جبل إلى جنب البشر وهو مرج السلوطح لأنه بالرحوب وقتل في تلك الليلة ابنا للأخطل يقال له أبو غياث ففي ذلك يقول جرير له .
( شرِبتَ الخمر بعد أبي غِياثٍ ... فلا نعِمت لك السَّوءات بالا ) .
قال عمر بن شبة في خبره خاصة .
ووقع الأخطل في أيديهم وعليه عباءة دنسة فسألوه فذكر أنه عبد من عبيدهم فأطلقوه فقال ابن صفار في ذلك .
( لم تنج إلا بالتعبُّد نفسُه ... لَمَّا تيقن أنهمْ قومٌ عِدا )