( غداةَ يقارعُ الأبطالَ حتى ... جرى منهم دماً مَرْجُ الكُحَيْل ) .
( قبِيلٌ يَنْهَدون إلى قبيلٍ ... تساقَى الموت كيلاً بعد كيل ) .
وفي ذلك يقول جرير يعير الأخطل .
( أنَسيتَ يومَك بالجزيرة بعدما ... كانت عواقِبُه عليك وبالا ) .
( حملتْ عليك حُماةُ قيسٍ خيلَها ... شُعْثاً عوابسَ تحمِل الأبطالا ) .
( ما زلتَ تحسِبُ كلّ شيء بعدهم ... خيلا تَكُرُّ عليكُم ورجالا ) .
( زفرُ الرئيسُ أبو الهذيل أبادكم ... فسَبَى النسَاء وأحرز الأَموالا ) .
اغراه الأخطل بشعره بأخذ الثأر من تغلب .
فما أن كانت سنة ثلاث وسبعين وقتل عبد الله بن الزبير هدأت الفتنة واجتمع الناس على عبد الملك بن مروان وتكافت قيس وتغلب عن المغازي بالشام والجزيرة وظن كل واحد من الفريقين أن عنده فضلا لصاحبه وتكلم عبد الملك في ذلك ولم يحكم الصلح فيه فبينا هم على تلك الحال إذ أنشد الأخطل عبد الملك بن مروان وعنده وجوه قيس قوله .
( ألا سائِل الجحّافَ هل هو ثائرٌ ... بِقَتْلَى أصِيبتْ مِنْ سُلَيْم وعامرِ ) .
( أجحافُ إنْ نهبِط عليك فتلتقي ... عليك بحورٌ طامِياتُ الزواخِر ) .
( تكن مثل أبداءِ الحباب الذي جرى ... البحرُ تزهاهُ رياحُ الصراصِرِ ) .
فوثب الجحاف يجر مطرفه ومايعلم من الغضب فقال عبد الملك