به واصطبح فإني مصطبح مع الحرم فمضى جعفر وفعل الرشيد ذلك ولم يزل بر الرشيد وألطافه وتحفه وتحياته تتابع إليه لئلا يستوحش فلما كان في الليل دعاني فقال لي اذهب فجئني الساعة براس جعفر بن يحيى وضم إلي جماعة من الغلمان فمضيت حتى هجمت عليه منزله وإذا أبو زكار الأعمى يغنيه بقوله .
( فلا تبعد فكل فتًى سيأتي ... عليه الموتُ يَطْرُقُ أو يُغادي ) .
فقلت له في هذا المعنى ومثله والله جئتك فأجب فوثب وقال ما الخبر يا أبا هاشم جعلني الله فداءك قلت قد أمرت بأخذ رأسك فأكب على رجلي فقبلها وقال الله الله راجع أمير المؤمنين في فقلت ما لي إلى ذلك سبيل قال فأعهد قلت ذاك لك فذهب يدخل إلى النساء فمنعته وقلت أعهد في موضعك فدعا بدواة وكتب أحرفا على دهش ثم قال لي يا أبا هاشم بقيت واحدة قلت هاتها قال خذني معك إلى أمير المؤمنين حتى أخاطبه قلت ما لي إلى ذلك سبيل قال ويحك لا تقتلني بأمره على النبيذ فقلت هيهات ما شرب اليوم شيئا قال فخذني واحبسني عندك في الدار وعاوده في أمري قلت أفعل فأخذته فقال لي أبو زكار الأعمي نشدتك الله إن قتلته إلا ألحقتني به قلت له يا هذا لقد اخترت غير مختار قال وكيف أعيش بعده وحياتي كانت معه وبه وأغناني عمن سواه فما أحب الحياة بعده فمضيت بجعفر وجعلته في بيت وأقفلت عليه ووكلت به ودخلت إلى الرشيد فلما رآني قال أين رأسه ويلك فأخبرته بالخبر فقال يابن الفاعلة والله لئن لم تجئني برأسه الساعة لآخذن رأسك فمضيت إليه فأخذت رأسه ووضعته بين يديه ثم أخبرته خبره