الغداة فقالت أفعل يا مولاي فهيأت ذلك على ما أمرها به ثم قال لها عديه الليلة فإذا جاء فقولي له إن وظيفتي الليلة طحن هذا البر كله ثم اخرجي من البيت واتركيه ففعلت فلما دخل طحنت الجارية قليلا ثم قالت له إن كفت الرحى فإن مولاي جاء إلي أو بعض من وكله بي فاطحن حتى نأمن أن يجيئنا أحد ثم اصير إلى قضاء حاجتك ففعل الفتى ومضت الجارية إلى مولاها وتركته وقد أمر ابن أبي عتيق عدة من مولياته أن يتراوحن على سهر ليلتهن ويتفقدن أمر الطحين ويحثثن الفتى عليه كلما أمسك ففعلن وجعلن ينادينه كلما كف يا فلانة إن مولاك مستيقظ والساعة يعلم أنك كففت عن الطحن فيقوم إليك بالعصا كعادته مع من كانت نوبتها قبلك إذا هي نامت وكفت عن الطحن فلم يزل الفتى كلما سمع ذلك الكلام يجتهد في العمل والجارية تتعهد وتقول قد استيقظ مولاي والساعة ينام فأصير إلى ما تحب فلم يزل الرجل يطحن حتى أصبح وفرغ من جميع القمح فلما فرغ وعلمت الجارية أتته فقالت قد أصبحت فانج بنفسك فقال أوقد فعلتها يا عدوة الله فخرج تعبا نصبا فأعقبه ذلك مرضا شديدا أشرف منه على الموت وعاهد الله تعالى ألا يعود إلى كلامها فلم تر منه بعد ذلك شيئا ينكر .
صوت .
( أجَدَّ اليومَ جيرتُك احتمالا ... وحثَّ حُداتُهمْ بهمُ عِجالا ) .
( وفي الأظعان آنِسة لعوب ... ترى قتلي بغير دمٍ حلالا ) .
عروضه من الوافر الشعر للمتوكل الليثي والغناء لابن محرز ثاني ثقيل