( لمن الديار عرفتها بالشُّرْبُبِ ... ) .
فسألها يوما زيارته فأجابته إلى ذلك ومضت نحوه فقال لها بعد أن استقر بها المجلس يا عزة أحب أن تغنيني صوتي الذي أنا له عاشق فغنته هذا الصوت فطرب كل الطرب وسر غاية السرور .
وكانت له جارية وكان فتى من أهل المدينة كثيرا ما يعبث بها فأعلمت ابن أبي عتيق بذلك فقال لها قولي له وأنا أحبك فإذا قال لك وكيف لي بك فقولي له مولاي يخرج غدا إلى مال له فإذا خرج أدخلتك المنزل وجمع ابن أبي عتيق ناسا من أصحابه فأجلسهم في بيته ومعهم عزة الميلاء وأدخلت الجارية الرجل وقال لعزة غني فأعادت الصوت وخرجت الجارية فمكثت ساعة ثم دخلت البيت كأنها تطلب حاجة فقال لها تعالي فقالت الآن آتيك ثم عادت فدعاها فاعتلت فوثب فأخذها فضرب بها الحجلة فوثب ابن أبي عتيق عليه هو وأصحابه فقال لهم وهو غير مكترث يا فساق ما يجلسكم هاهنا مع هذه المغنية فضحك ابن أبي عتيق من قوله وقال له استر علينا ستر الله تعالى عليك فقالت له عزة يا بن الصديق ما أظرف هذا لولا فسقه فاستحيا الرجل فخرج وبلغه أن ابن عتيق قد آلى إن هو وقع في يده أن يصير به إلى السلطان فأقبل يعبث بها كلما خرجت فشكت ذلك إلى مولاها فقال لها أو لم يرتدع من العبث بك قالت لا قال فهيئي الرحى وهيئي من الطعام طحين ليلة إلى