وأقبل عليه بوجهه وحديثه فقال له أبو العتاهية أيها الأمير بلغني خبر فتى في ناحيتك ومن مواليك يعرف بابن أمية يقول الشعر وأنشدت له شعرا أعجبني فما فعل قال فضحك إبراهيم ثم قال لعله أقرب الحاضرين مجلسا منك فالتفت إلي فقال لي أنت هو فديتك فتشورت وخجلت وقلت له أنا محمد بن أمية جعلت فداءك وأما الشعر فإنما أنا شاب أعبث بالبيت والبيتين والثلاثة كما يعبث الشاب فقال لي فديتك ذلك والله زمان الشعر وإبانه وما قيل فيه فهو غرره وعيونه وما قصر من الشعر وقيل في المعنى الذي تومىء إليه أبلغ وأملح وما زال ينشطني ويؤنسني حتى رأى أني قد أنست به ثم قال لإبراهيم بن المهدي إن رأى الأمير أكرمه الله أن يأمره بإنشادي ما حضر من الشعر فقال لي إبراهيم بحياتي يا محمد أنشده فأنشدته .
( رُبَّ وعد منكِ لا أنساهُ لي ... أوجبَ الشكر وإن لم تفعلي ) .
وذكر الأبيات الأربعة قال فبكى أبو العتاهية حتى جرت دموعه على لحيته وجعل يردد البيت الأخير منها وينتحب وقام فخرج وهو يردد ويبكى حتى خرج إلى الباب .
شعره في الجارية خداع .
أخبرني عمي قال حدثني يعقوب بن إسرائيل قرقارة قال حدثني محمد بن علي بن أمية قال كان عمي محمد بن أمية يهوى جارية مغنية يقال لها خداع كانت لبعض جواري خال المعتصم فكان يدعوها ويعاشره إخوانه إذا دعوه بها اتباعا لمسرته وأراد المعتصم الخروج والتأهب للغزو وأمر الناس جميعا بالخروج