قال فضحك عبد الله وسر بما كان منه وقال يا أبا السمراء أقرضني عشرة آلاف دينار فما أمسيت أملكها فأقرضه فدفعها إليه .
أخبرني علي بن عبد العزيز عن ابن خرداذبة قال كان موسى بن خاقان مع عبد الله بمصر وكان نديمه وجليسه وكان له مؤثرا مقدما فأصاب منه معروفا كثيرا وأجازه بجوائز سنية هناك وقبل ذلك ثم إنه وجد عليه في بعض الأمر فجفاه وظهر له منه بعض ما لم يحبه فرجع حينئذ إلى بغداد وقال .
صوت .
( إنْ كان عبدُ اللهِ خَلاَّنَا ... لا مُبْدِئاً عُرْفاً وإحسانا ) .
( فحَسْبُنَا اللهُ رَضِينَا به ... ثم بعبد الله مولانا ) .
يعني بعبد الله الثاني المأمون وغنت فيه جاريته ضعف لحنا من الثقيل الأول وسمعه المأمون فاستحسنه ووصله وإياها فبلغ ذلك عبد الله بن طاهر فغاظه ذلك وقال أجل صنعنا المعروف إلى غير أهله فضاع .
وكانت ضعف إحدى المحسنات ومن أوائل صنعتها وصدور أغانيها وما برزت فيه وقدمت فاختيرت صنعتها في شعر جميل .
( أمِنْكِ سَرَى يا بَثْنُ طَيْفٌ تَأَوَّبَا ... هُدوءاً فهاج القلبَ شوقاً وأنصبَا ) .
( عَجِبْتُ له أنْ زارَ في النوم مَضْجَعِي ... ولو زارني مُسْتَيْقِظاً كان أعجبَا )