فعانقه وقبله وكانت معه داية يقال لها رحاص فقيل لها إنه لم يقبله تقبيل السلام إنما قبله قبلة شهوة فلحقته الداية فشتمته وأسمعته كل ما يكره وهجره الغلام بعد ذلك فقال له .
( قُلْ لِلَّذِي ليس لي مِنْ ... يَدَيْ هَوَاهُ خَلاَصُ ) .
( أأن لَثمتُكَ سِرّاً ... فأبصرتْني رُحَاصُ ) .
( وقال في ذاك قومٌ ... على انتْقاصِيِ حِرَاصُ ) .
( هَجَرْتَني وأتتني ... شَتيمةٌ وانتقاصُ ) .
( فهَاكَ فاقْتَصَّ مِنِّي ... إنّ الجُروحَ قِصَاصُ ) .
ويروى أن رحاص هذه مغنية كان الغلام يحبها وأنه سكر ونام فقبله ابن سيابة فلما انتبه قال للجارية ليت شعري ما كان خبرك مع ابن سيابة فقالت له سل عن خبرك أنت معه وحدثته بالقصة فهجره الغلام فال هذا الشعر .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثنا ابن مهرويه قال حدثنا علي بن الصباح قال عاتبنا ابن سيابة على مجونة فقال ويلكم لأن ألقى الله تبارك وتعالى بذل المعاصي فيرحمني أحب إلي من أن ألقاه أتبختر إدلالا بحسناتي فيمقتني .
قال ورأيت ابن سيابة يوما وهو سكران وقد حمل في طبق يعبرون به على الجسر فسألهم إنسان ما هذا فرفع رأسه من الطبق وقال هذا بقية مما