وذكر فيها جميع الندماء وسبعهم وهجاهم انتدب له مروان بن أبي الجنوب فعارضه فيها وقد كان المتوكل رق له فلما أنشده مروان هذه القصيدة اعتورته ألسنة الجلساء فثلبوه واغتابوه وضربوا عليه فتركه في محبسه والقصيدة .
( ألم تَعْلَمْ بأنَّك يابنَ جَهْمٍ ... دَعِيٌّ في أُنَاسٍ أدعياءِ ) .
( أعبدَ الله تهجو وابنَ عَمْرٍ ... وبَخْتِيَشُوعَ أصحاب الوفاء ) .
( هجوتَ الأكرمين وأنت كلبٌ ... حقيقٌ بالشَّتِيمةِ والهِجاء ) .
( أتَرْمِي بالزِّناءِ بني حَلاَلٍ ... وأنت زَنِيمُ أولادِ الزِّناء ) .
( أُسَامةُ من جُدُودِك يابنَ جَهْمٍ ... كذبتَ وما بذلك من خَفَاء ) .
أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا الحسين بن يحيى قال حدثني إبراهيم بن الحسن قال لما كان من أمر العباس بن المأمون وعجيف ما كان أنشد مروان بن أبي الجنوب المعتصم قصيدة أولها .
( أَلاَ يا دولةَ المَعْصُومِ دُومِي ... فإنَّك قُلْت للدُّنْيا استقيمي ) .
فلما بلغ إلى قوله .
( هَوَى العَبّاسُ حين أراد غَدْراً ... فَوافى إذ هوى قَعْرَ الجحيم ) .
( كذاك هَوَى كمَهْوَاهُ عُجَيْفٌ ... فأصبحَ في سَوَاءِ لظى الحَمِيم )