من إخوانه يلومونه على ما يصنع بنفسه فقال .
صوت .
( يا صاحِبيّ ألِمَّا بي بمنزلةٍ ... قد مرَّ حينٌ عليها أَيُّما حيِنِ ) .
( في كل منزلةٍ ديوانُ مَعْرِفةٍ ... لم يُبقِ باقيةً ذكرُ الدواوينِ ) .
( إني أرَى رَجَعَاتِ الحبِّ تقتُلُني ... وكان في بدئها ما كان يكفيني ) الغناء لابن جامع خفيف ثقيل .
قيس الهائم على وجهه .
أخبرني هاشم الخزاعي عن العباس بن الفرج الرياشي قال .
ذكر العتبي عن أبيه قال كان المجنون في بدء أمره يرى ليلى ويألفها ويأنس بها ثم غيبت عن ناظره فكان أهله يعزونه عنها ويقولون نزوجك أنفس جارية في عشيرتك فيأبى إلا ليلى ويهذي بها ويذكرها فكان ربما استراح إلى أمانيهم وركن إلى قولهم وكان ربما هاج عليه الحزن والهم فلا يملك مما هو فيه أن يهيم على وجهه وذلك قبل أن يتوحش مع البهائم في القفار فكان قومه يلومونه ويعذلونه فأكثروا عليه في الملامة والعذل يوما فقال .
صوت .
( يا لَلرِّجال لهمٍّ بات يَعْرُونِي ... مُستطرفٍ وقديٍم كان يَعْنِيني ) .
( على غَرِيم مَليء غيرِذِي عُدُمٍ ... يأبَى فيمْطُلُني دَيْنِي ويَلْوِينِي ) .
( لا يذكُر البعضَ من دَينِي فَيُنكِره ... ولا يُحَدِّثنِي أنْ سوف يَقْضِيني ) .
( وما كَشُكْرِي شُكرٌ لو يُوافِقُنِي ... ولا مُنًى كَمُنَاهُ إذ يُمَنّينِي ) .
( أطعتُه وعَصَيتُ الناسَ كُلّهُمُ ... في أمره ثم يأبَى فهو يَعْصِينِي ) .
( خَيرِي لمن يبتغِي خيري ويأمُلُه ... من دون شَرّي وشَرِّي غيرُ مأمونِ )