( ليتَ هنداً أنجزتنا ما تَعِدْ ... وشَفَتْ أنْفُسَنَا مما تَجِد ) .
وكان الفضل بن الربيع يطعن عليه فقال للأمين إنما يعرض بك ويستبطىء المأمون في محاربته فأمر به فضرب خمسين سوطا وجر برجله وجفاه مدة حتى ألقى نفسه على كوثر فترضاه له ورد إلى خدمته وأمر له بخمسة آلاف دينار .
فلما قدم المأمون تقرب إليه بذلك فلم يقع له بحيث يحب وقال له إن الملك بمنزلة الأسد أو النار فلا تتعرض لما يغضبه فإنه ربما جرى منه ما يتلفك ثم لا تقدر بعد ذلك على تلافي ما فرط منه ولم يعطه شيئا .
ومثل هذا من فعل الأمين ما حدثني به محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال حدثنا حماد بن إسحاق قال حدثني أبي قال .
دخلت على الأمين فرأيته مغضبا كالحا فقلت له ما لأمير المؤمنين تمم الله سروره ولا نغصه أراه كالحائر قال غاظني أبوك الساعة لا C والله لو كان حيا لضربته خمسمائة سوط ولولاك لنبشت الساعة قبره وأحرقت عظامه .
فقمت على رجلي وقلت أعوذ بالله من سخطك يا أمير المؤمنين ومن أبي وما مقداره حتى تغتاظ منه وما الذي غاظك فلعل له فيه عذرا فقال شدة محبته للمأمون وتقديمه إياه علي حتى قال في الرشيد شعرا يقدمه فيه علي وغناه فيه وغنيته الساعة فأورثني هذا الغيظ .
فقلت والله ما سمعت بهذا قط ولا لأبي غناء إلا وأنا أرويه ما هو فقال قوله .
( أبو المأمونِ فينا والأمينِ ... له كَنَفانِ من كَرَمٍ ولِينِ ) .
فقلت له يا أمير المؤمنين لم يقدم المأمون في الشعر لتقديمه إياه في