السمن فيه ونتحدث فألهانا الحديث وهي تصب السمن وقد امتلأ القعب ولا نعلم جميعا وهو يسيل حتى استنقعت أرجلنا في السمن قال فأتيتهم ليلة ثانية أطلب نارا وأنا متلفع ببرد لي فأخرجت لي نارا في عطبة فأعطتنيها ووقفنا نتحدث فلما احترقت العطبة خرقت من بردي خرقة وجعلت النار فيها فكلما احترقت خرقت أخرى وأذكيت بها النار حتى لم يبق علي من البرد إلا ما وارى عورتي وما أعقل ما أصنع وأنشدني .
( أمُسْتَقْبِلي نَفْحُ الصَّبَا ثم شَائقي ... ببَرْدِ ثَنَايَا أُمِّ حَسّانَ شائِق ) .
( كأنَّ على أنيابها الخمرَ شَجَّهَا ... بماء الندى من آخرِ الليلِ عَاتِقُ ) .
( وما شِمْتُهُ إلا بعيني تَفَرُّساً ... كما شِيم في أعلى السّحابةِ بَارِقٌ ) .
ومن الناس من يروي هذه الأبيات لنصيب ولكن هكذا روي في هذا الخبر .
أخبرنا محمد بن خلف وكيع عن عبد الملك بن محمد الرقاشي عن عبد الصمد بن المعذل قال .
سمعت الأصمعي يقول وقد تذاكرنا مجنون بني عامر قال هو قيس بن معاذ العقيلي ثم قال لم يكن مجنونا إنما كانت به لوثة وهو القائل .
( أَخذَتْ محاسنَ كلِّ ما ... ضَنَّتْ محاسنُه بحُسنِهْ ) .
( كادَ الغزالُ يكونُها ... لولاالشَّوَى ونُشُوزُ قَرنِهْ )