فداء حتى تضع الحرب أوزارها ) وقد قتلت فأثخنت حتى تجاوزت الحد فأسر ولا تقتل ثم قال أو أمنن .
فقال أولى لك ألا كان هذا الكلام منك قبل هذا الوقت ثم نادى برفع السيف وأمن الناس جميعا .
قال ابن حبيب قال أبن الأعرابي فبلغني أن الحجاج قال يوما لجلسائه ما حرض علي أحد كما حرض أبو جلدة فإنه نزل على سرحة في وسط عسكر لابن الأشعث ثم نزع سراويله فوضعه وسلح فوقه والناس ينظرون إليه .
فقالوا له ما لك ويلك أجننت ما هذا الفعل قال كلكم قد فعلتم مثل هذا إلا أنكم سترتموه وأظهرته .
فشتموه وحملوا علي فما أنساهم وهو يقدمهم ويرتجز .
( نحن جَلَبْنَا الخَيْلَ من زَرَنْجَا ... ما لَكَ يا حَجَّاجُ مِنّا مَنْجَى ) .
( لَتُبْعَجَنَّ بالسيوفِ بَعْجَا ... أوْ لَتَفِرَّنَّ فذاك أَحْجَى ) .
فوالله لقد كاد أهل الشأم يومئذ يتضعضعون لولا أن ا لله تعالى أيد بنصره .
قال وقال أبو جلدة يومئذ .
( أيَا لَهْفِي ويا حُزْنِي جميعاً ... ويا غَمَّ الفُؤادِ لِمَا لَقِينَا ) .
( تَرَكْنَا الدِّينَ والدُّنْيَا جميعاً ... وَخَلَّيْنَا الحلائل والبَنِينا ) .
( فما كُنَّا أنَاساً أهلَ دِينٍ ... فنصبِرَ للبلاء إذا بُلِينَا ) .
( ولا كنّا أُناساً أهلَ دُنْيَا ... فنمنَعَهَا وإن لم نَرْجُ دِينا )