( أولئك قومٌ تداعتْ بهم ... نوائب من زمن مُتْعِسِ ) .
( أذلّتْ قِيَادِي لمن رَامني ... وأَلْزقتِ الرَّغْمَ بالمَعْطِسِ ) .
( فما أَنْسَ لا أنسَ قتلاهُم ... ولا عاش بعدَهُم مَنْ نَسِي ) .
قال فلما أتى عليها بكى محمد بن عبد الله بن حسن .
فقال له عمه الحسن بن حسن بن علي عليهم السلام أتبكي على بني أمية وأنت تريد ببني العباس ما تريد .
فقال والله يا عم لقد كنا نقمنا على بني أمية ما نقمنا فما بنو العباس إلا أقل خوفا لله منهم وإن الحجة على بني العباس لأوجب منها عليهم .
ولقد كانت للقوم أخلاق ومكارم وفواضل ليست لأبي جعفر .
فوثب حسن وقال أعوذ بالله من شرك وبعث إلى أبي عدي بخمسين دينارا وأمر له عبد الله بن حسن بمثلها وأمر له كل واحد من محمد وإبراهيم ابنيه بخمسين خمسين وبعثت إليه أمهما هند بخمسين دينارا وكانت منفعته بها كثيرة .
فقال أبو عدي في ذلك .
( أقام ثَوِيُّ بيتِ أبي عديٍّ ... بخير مَنَازِلِ الجِيران جارَا ) .
( تَقَوّض بيتُه وَجَلاَ طَرِيداً ... فصادَفَ خيرَ دُور النّاسِ دارَا ) .
( وإنّي إن نزلتُ بدار قومٍ ... ذكرتُهُمُ ولم أذمُمْ جِوَارَا ) .
فقالت هند لعبد الله وابنيها منه أقسمت عليكم إلا أعطيتموه خمسين دينارا أخرى فقد أشركني معكم في المدح فأعطوه خمسين دينارا أخرى عن هند