قال ابن حبيب كان شمعلة بن عامر بن عمرو بن بكر أخو بني فائد وهم رهط الفرس نصرانيا وكان ظريفا فدخل على بعض خلفاء بني أمية فقال أسلم يا شمعلة .
قال لا والله أسلم كارها أبدا ولا أسلم إلا طائعا إذا شئت .
فغضب فأمر به فقطعت بضعة من فخذه وشويت بالنار وأطعمها .
فقال أعشى بني تغلب في ذلك .
( أمِنْ خُذَّةٍ بالفَخْذ منك تباشرتْ ... عُدَاكَ فلا عارٌ عليك ولا وزْرُ ) .
( وإنّ أميرَ المؤمنين وجَرْحَه ... لَكَا لدَّهْرِ لا عارٌ بما فعل الدهرُ ) .
وقال ابن حبيبَ قال أبو عمرو .
كان الوليد بن عبد الملك محسنا إلى أعشى بني تغلب فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة وفد إليه ومدحه فلم يعطه شيئا وقال ما أرى للشعراء في بيت المال حقا ولو كان لهم فيه حق لماكان لك لأنك امرؤ نصراني .
فانصرف الأعشى وهو يقول .
( لَعَمْرِي لقد عاش الوليدُ حياتَه ... إمامَ هُدًى لا مُسْتزادٌ ولا نَزْرُ ) .
( كأنّ بني مَرْوانَ بعدَ وفاته ... جلاميدُ لا تَنْدَى وإنْ بَلَّها القَطْرُ ) .
وقال ابن حبيب عن أبي عمرو كانت بين بني شيبان وبين تغلب حروب فعاون مالك بن مسمع بني شيبان في بعضها ثم قعد عنهم .
فقال أعشى بني تغلب في ذلك .
( بني أُمِّنا مَهْلاً فإنّ نفوسَنا ... تُمِيتُ عليكم عَتْبَها ومَصَالَها ) .
( وترعَى بلا جهلٍ قَرَابةَ بَيْنِنا ... وبَيْنِكُمُ لَمّا قَطَعْتُمْ وِصَالَها )