ينتظره ودخلت الدار امرأة عبادية فقال لها ما فعل فلان قالت مضى في حاجة وأنا امرأته فما تريد قال نبيذا .
قالت بكم قال بدرهمين .
قالت هلم درهميك وانتظرني .
قال لا .
قالت فذلك إليك ومضت وتبعها فدخلت دارا لها بابان وخرجت من أحدهما وتركته .
فلما طال جلوسه خرج إليه بعض أهل الدار قالوا وما يجلسك فأخبرهم .
فقالوا له تلك امرأة محتالة يقال لها أم حنين من العباديين .
فعلم أنه قد خدع فانصرف الى خماره فأخبره بالقصة وقال له أنسئني اليوم فاسقني ففعل .
وأنشأ الأقيشر يقول .
( لم يُغَرَّرْ بذاتِ خُفٍّ سِوَانَا ... بعد أُخت العِبَادِ أُمِّ حُنَيْنِ ) .
( وَعَدتْنَا بدرهمين نبيذاً ... أو طِلاءً مُعَجَّلاً غيرَ دَيْنِ ) .
( ثم ألوتْ بالدرهمين جميعاً ... يا لَقَوْمِي لِضَيْعةِ الدرهمين ) .
وذكر هذا الخبر عبد الله بن خلف عن أبي عمرو الشيباني وزاد فيه أن الخمار كان يسمى بحنين وأن المرأة المحتالة قالت له إنها أم حنين الخمار الذي كان يعامله حتى أخذت الدرهمين ثم هربت منه وذكر الأبيات الثلاثة التي تقدمت وبعدها .
( عاهدتْ زوجَها وقد قال إنِّي ... سوف أغدُو لحاجتي ولِدَيْنِي ) .
( فدَعَتْ كالحِصَانِ أبيضَ جَلْداً ... وافرَ الأَيْرِ مُرْسَلَ الخُصْيَتَيْنِ ) .
( قال ما أَجْرُذا هُدِيت فقالت ... سوف أُعطيك أجْرَه مَرَّتين ) .
( فأبدِأ الآنَ بالسِّفَاحِ فلمّا ... سافحْته أرْضَتْه بالأُخْرَيَيْنِ )