( فأنتم لئامُ الناسِ لا تُنْكِرونه ... وألأمُكم طُرًّا حُرَيْثُ بن جَنْدَلِ ) .
فصار إليه شيوخ من بني الهجيم واعتذروا إليه واستكفوه فكف .
كان يرتجل الشعر وهو في حلقات الشرب والغناء .
أخبرني الأخفش قال حدثني أبو الفياض بن أبي شراعة عن أبيه قال .
شرب الأقيشر بالحيرة في بيت فيه خياط مقعد ورجل أعمى وعندهم مغن مطرب فطرب الأقيشر فسقاهم من شربه فلما انتشوا وثب الأعمى يسعى في حوائجهم وقفز الخياط المقصد يرقص على ظلعه .
فجهد في ذلك كل جهد .
فقال الأقيشر .
( ومُقْعَدِ قومٍ قد مشى من شَرَابِنا ... وأَعْمَى سَقَيناه ثلاثا فأبصرا ) .
( شراباً كريح العَنْبَرِ الوَرْدِ رِيحُه ... ومَسْحوقِ هِنْدِيٍّ من المسكِ أذفرا ) .
( من الفَتَياتِ الغُرِّ من أرضِ بابلٍ ... إذا شَفّها الحانِي من الدَّنّ كبّرا ) .
( لها من زُجاج الشام عُنْقٌ غريبة ... تأنّق فيها صانعٌ وتخيَّرا ) .
( ذخائرُ فرعونَ التي جُبِيتْ له ... وكلٌّ يُسَمَّى بالعَتِيق مشهَّرا ) .
( إذا ما رآها بعد إنقاء غَسْلِها ... تدور علينا صائمُ القوم أفطرا ) .
أخبرنا علي بن سليمان قال حدثني سوار قال حدثني أبي قال .
كان الأقيشر صاحب شراب وندامى فأشخص الحجاج بعض ندمائه إلى