منهم وأغلق بابه وقال لست أشرب فما سبيلكم علي قالوا قد رأينا العس في كفك وأنت تشرب .
قال إنما شربت من لبن لقحة لصاحب الدار فلم يبرحوا حتى أخذوا منه درهمين .
فقال .
( إنَّما لِقْحَتُنا بَاطِيَةٌ ... فإذَا ما مُزِجتْ كانت عَجَبْ ) .
( لَبَنٌ أصفرُ صافٍ لونُه ... يَنْزع الباسورَ من عَجْبِ الذَّنَبْ ) .
( إنما نشرَب من أموالنا ... فسَلوا الشُّرْطِيَّ ما هذا الغَضَبْ ) .
أخبرني الحسن بن علي عن العنزي عن محمد بن معاوية قال .
دخل وفد بني أسد على عبد الملك بن مروان فقال من شاعركم يا بني أسد قالوا إن فينا لشعراء ما يرضى قومهم أن يفضلوا عليهم أحدا .
قال لهم فما فعل الأقيشر قالوا مات .
قال لم يمت ولكنه مشتغل بعشقه وما أبعد أن يكون شاعركم إلا أنه يضيع نفسه .
أليس هو القائل .
( يأيُّها السائل عَمّا مَضَى ... مِنْ عِلْمِ هذا الزَّمن الذاهبِ ) .
( إن كنتَ تَبْغِي العلمَ أوْ أهلَه ... أو شاهداً يُخْبِرُ عن غائبِ ) .
( فاعتبرِ الأرضَ بأسمائها ... واعتبرِ الصاحبَ بالصاحبِ ) .
وذكر عبد الله بن خلف عن أبي عمرو الشيباني أن جارا للأقيشر طحانا كان ينسىء الناس يكنى أبا عائشة .
فأتاه الأقيشر يسأله فلم يعطه فقال له .
( يُرِيدُ النساءَ ويأبى الرجالَ ... فما لي وما لأبي عائشه )