وهذا شعر هجوا به قديما فقاموا إليه ليتناولوه فمنعهم العثماني من ذلك وقال ضحكتم منه حتى إذا أحفظتموه أردتم أن تتناولوه لا والله لا يكون ذلك قال إسحاق فحدثني ابن سلام قال أخبرني من رآه على هذه الحال فقال له أصرت إلى ما أرى فأشار إلى حلقه وقال إنما كان هذا فلما ذهب ذهب كل شيء .
معبد أمير الغناء .
قال إسحاق كان معبد من أحسن الناس غناء وأجودهم صنعة وأحسنهم حلقا وهو فحل المغنين وإمام أهل المدينة في الغناء وأخذ عن سائب خاثر ونشيط مولى عبد الله بن جعفر وعن جميلة مولاة بهز بطن من سليم وكان زوجها مولى لبني الحارث بن الخزرج فقيل لها مولاة الأنصار لذلك وفي معبد يقول الشاعر .
( أجاد طُوَيْسٌ والسُّرَيْجيُّ بعدَه ... وما قَصَبَاتُ السَّبْقِ إلا لمَعْبَدِ ) .
قال إسحاق قال ابن الكلبي عن أبيه كان ابن أبي عتيق خرج إلى مكة فجاء معه ابن سريج إلى المدينة فأسمعوه غناء معبد وهو غلام وذلك في أيام مسلم بن عقبة المري وقالوا ما تقول فيه فقال إن عاش كان مغني بلاده ولمعبد صنعة لم يسبقه إليها من تقدم ولا زاد عليه فيها من تأخر وكانت صناعته التجارة في أكثر أيام رقه وربما رعى الغنم لمواليه وهو مع ذلك يختلف إلى نشيط