الحمير يا توبة إنك حائن أذكرك الله فوالله ما رأيت يوما أشبه بسمرات بني عوف يوم أدركناهم في ساعتهم التي أتيناهم فيها منه فانج إن كان بك نجاة .
قال دعني فقد جعلت ربيئة ينظر لنا .
قال يرجع بنو عوف بن عقيل حين لم يجدوا أثر توبة فيلقون رجلا من غني فقالوا له هل أحسست في مجيئك أثر خيل أو أثر إبل قال لا والله .
قالوا كذبت وضربوه .
فقال يا قوم لا تضربوني فإني لم أجد أثرا ولقد رأيت زهاء كذا وكذا إبلا شخوصا في هاتيك الهضبة وما أدري ما هو .
فبعثوا رجلا منهم يقال له يزيد بن رويبة لينظر ما في الهضبة .
فأشرف على القوم فلما رآهم ألوى بثوبه لأصحابه حتى جاؤوا فحمل أولهم على القوم حتى غشي توبة وفزع توبة وأخوه الى خيلهما فقام توبة إلى فرسه فغلبته لا يقدر على أن يلجمها ولا وقفت له فخلى طريقها وغشيه الرجل فاعتنقه فصرعه توبة وهو مدهوش وقد لبس الدرع على السيف فانتزعه ثم أهوى به ليزيد بن رويبة فاتقاه بيده فقطع منها وجعل يزيد يناشده رحم صفية وصفية أم له من بني خفاجة .
وغشي القوم توبة من ورائه فضربوه فقتلوه وعلقهم عبد الله بن الحمير يطعنهم بالرمح حتى انكسر .
قال فلما فرغوا من توبة لووا على عبد الله بن الحمير فضربوا رجله فقطعوها .
فلما وقع بالأرض أشرع سيفه وحده ثم جثا على ركبتيه وجعل يقول هلموا ولم يشعر القوم بما أصابه .
وانصرف بنو عوف بن عقيل وولى قابض منهزما حتى لحق بعبد العزيز بن زرارة الكلابي فأخبره الخبر .
قال فركب عبد العزيز حتى أتى توبة فدفنه وضم أخاه .
ثم ترافع القوم إلى مروان بن الحكم فكافأ بين الدمين وحملت الجراحات .
ونزل بنو عوف بن عقيل البادية ولحقوا بالجزيرة والشام