( نَأتْكَ بليلَى دارُها لا تزورُها ... وشَطَّتْ نَوَاها واسْتَمَرّ مَرِيرُها ) .
وهي طويلة يقول فيها .
( وكنتُ إذا ما جئتُ ليلَى تبرقعتْ ... فقد رَابَني منها الغَداةَ سُفُورَها ) .
كانت تخرج إلى توبة بن الحمير في برقع .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال .
كان توبة بن الحمير إذا أتى ليلى الأخيلية خرجت إليه في برقع .
فلما شهر أمره شكوه الى السلطان فأباحهم دمه إن أتاهم .
فمكثوا له في الموضع الذي كان يلقاها فيه .
فلما علمت به خرجت سافرة حتى جلست في طريقة .
فلما رآها سافرة فطن لما أرادت وعلم أنه قد رصد وأنها سفرت لذلك تحذره فركض فرسه فنجا .
وذلك قوله .
( وكنتُ إذا ما جئتُ ليلى تبرقعتْ ... فقد رابني منها الغداةَ سفورُها ) .
قال أبو عبيدة وحدثني غير أنيس أنه كان يكثر زيارتها فعاتبه أخوها وقومها فلم يعتب وشكوه الى قومه فلم يقلع فتظلموا منه إلى السلطان فأهدر دمه إن أتاهم .
وعلمت ليلى بذلك وجاءها زوجها وكان غيورا فحلف لئن لم تعلمه بمجيئه ليقتلنها ولئن أنذرته بذلك ليقتلنها .
قالت ليلى وكنت أعرف الوجه الذي يجيئني منه فرصدوه بموضع ورصدته بآخر فلما اقبل لم أقدر على كلامه لليمين فسفرت وألقيت البرقع عن رأسي .
فلما رأى ذلك أنكره فركب راحلته ومضى ففاتهم