أفلس صيرفي بالمدينة فخرج قوم يسألون له فمروا بابن عمران الطلحي وفتح بابه واجتمع له أصحابه فسألوه فقرع بمخصرته ثم رفع رأسه اليهم فقال .
( إذا المالُ لم يُوجِبْ عليكَ عطاءَه ... صنيعةُ تَقْوَى أو صَدِيقٌ تُوَامِقُه ) .
( بَخِلتَ وبعضُ البُخْلِ حَزْمٌ وقوةٌ ... فلَمَّ يفتَلْتكَ المالَ إلاّ حقائقه ) .
إنا والله ما نحيد عن الحق ولانتدفق في الباطل وإن لنا لحقوقا تشغل فضول أموالنا وما كل من أفلس من صيارفة المدينة قدرنا أن نجبره قوموا قال فقمنا نستبق الباب .
أخبرني محمد بن العباس اليزيدي قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا أبو مسلمة المديني قال أخبرني أبي قال .
كان رجل من الأنصار من بني حارثة مملقا ليس في ديوان ولاعطاء وكان صديقا لإبراهيم بن هشام بن إسماعيل .
فقال له يوما إن أمير المؤمنين مسابق عدا بين الخيل وقد أمرت الحرس ألا يعرضوا لك حتى تكلمه .
قال فسبق هشاما يومئذ ابن له وكان السبق يشتد عليه .
فعرض له الأنصاري فقال يا أمير المؤمنين أنا امرؤ من الأنصار وقد بلغت هذه السن ولسن في ديوان .
فإن رأى أمير المؤمنين أن يفرض لي فعل .
قال فأقبل عليه هشام فقال والله لا أفرض لك حتى مثل هذه الليلة من السنة المقبلة ثم أقبل على الأبرش فقال يا أبرش أخطأ أخو الأنصار المسألة .
فقال يا أمير المؤمنين ابن أبي جمعة يقول