هاتي يا عزة فغنينا فغنتهن في شعر امرىء القيس .
( وثَغْرٍ أغَرَّ شَتِيتِ النباتِ ... لذيذِ المُقَبَّلِ والمُبْتَسَمْ ) .
( وما ذقتُه غيرَ ظَنٍّ به ... وبالظن يقضِي عليك الحَكَمْ ) .
وكان مصعب قريبا منهن ومعه إخوان له فقام فانتقل حتى دنا منهن والستور مسبلة فصاح يا هذه إنا قد ذقناه فوجدناه على ما وصفت فبارك الله فيك يا عزة ثم أرسل إلى عائشة أما أنت فلا سبيل لنا إليك مع من عندك وأما عزة فتأذنين لها أن تغنينا هذا الصوت ثم تعود إليك ففعلت .
وخرجت عزة إليه فغنته هذا الصوت مرارا وكاد مصعب أن يذهب عقله فرحا .
ثم قال لها يا عزة إنك لتحسنين القول والوصف وأمرها بالعود إلى مجلسها وتحدث ساعة مع القوم ثم تفرقوا .
وقال المدائني وذكره القحذمي أيضا في خبره فلما قتل مصعب عن عائشة خطبها بشر بن مروان وقدم عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي من الشام فنزل الكوفة فبلغه أن بشر بن مروان خطبها فأرسل إليها جارية لها وقال قولي لابنة عمي يقرئك السلام ابن عمك ويقول لك أنا خير من هذا المبسور المطحول وأنا ابن عمك وأحق بك وإن تزوجت بك ملأت بيتك خيرا وحرك أيرا .
فتزوجته فبنى بها بالحيرة ومهدت له سبعة أفرشة عرضها أربع أذرع فأصبح ليلة بنى بها عن تسع .
قال فلقيته مولاة لها فقالت أبا حفص فديتك قد كملت في كل شيء حتى في هذا .
وقال مصعب في خبره إن بشرا بعث إليها عمر بن عبيد الله بن معمر يخطبها عليه فقالت له يا مصارع قلة أما وجد بشر رسولا الى ابنة عمك