زواجها من مصعب بن الزبير .
فتوفي عبد الله بعد ذلك وهي عنده فما فتحت فاها عليه وكانت عائشة أم المؤمنين تعدد عليها هذا في ذنوبها التي تعددها .
ثم تزوجها بعده مصعب بن الزبير فأمهرها خمسمائة ألف درهم وأهدى لها مثل ذلك .
وبلغ ذلك أخاه فقال إن مصعبا قدم أيره وأخر خيره .
فبلغ ذلك من قوله عبد الملك بن مروان فقال لكنه أخر أيره وخيره .
وكتب ابن الزبير إلى مصعب يؤنبه على ذلك ويقسم عليه أن يلحق به بمكة ولا ينزل المدينة ولا ينزل إلا بالبيداء وقال له إني لأرجو أن تكون الذي يخسف به بالبيداء فما أمرتك بنزولها إلا لهذا .
وصار إليه وأرضاه من نفسه فأمسك عنه .
قال وحدثني المدائني عن سحيم بن حفص قال .
كان مصعب بن الزبير لا يقدر عليها إلا بتلاح ينالها منه وبضربها .
فشكا ذلك إلى ابن أبي فروة كاتبه .
فقال له أنا أكفيك هذا إن أذنت لي .
قال نعم افعل ما شئت فإنها أفضل شيء نلته من الدنيا .
فأتاها ليلا ومعه أسودان فاستأذن عليها .
فقالت له أفي مثل هذه الساعة قال نعم .
فأدخلته .
فقال للأسودان احفرا هاهنا بئرا .
فقالت له جاريتها وما تصنع بالبئر قال شؤم مولاتك أمرني هذا الفاجر أن أدفنها حية وهو أسفك خلق الله لدم حرام .
فقالت عائشة فأنظرني أذهب إليه .
قال هيهات لاسبيل إلى ذلك وقال للأسودين احفرا .
فلما رأت الجد منه بكت ثم قالت يابن أبي فروة إنك لقاتلي ما منه بد قال نعم وإني لأعلم أن الله سيجزيه بعدك ولكنه قد غضب وهو كافر الغضب .
قالت وفي أي شيء غضبه .
قال في امتناعك عنه وقد ظن أنك تبغضينه وتتطلعين إلى غيره فقد جن .
فقالت أنشدك الله إلا عاودته .
قال إني أخاف أن يقتلني .
فبكت وبكى جواريها .
فقال قد