( ذُوِقي ببغيك يا طَسْمٌ مجلِّلةً ... فقد أتيتِ لَعَمْرِي أعجبَ العجبِ ) .
( إنّا أبينا فلم ننفكَ نقتُلهم ... والبَغْيُ هيّج منّا سَورةَ الغضب ) .
( ولن يعودَ علينا بغيُهم أبداً ... ولن يكونوا كذي أَنْفٍ ولا ذنب ) .
( وإن رَعَيْتم لنا قُرْبَى مُؤكَّدةً ... كنَّا الأقاربَ في الأرحام والنسب ) .
ثم إن بقية طسم لجأوا إلى حسان بن تبع فغزا جديسا فقتلها وأخرب بلادها .
فهرب الأسود قاتل عمليق فأقام بجبلي طيىء قبل نزول طيىء إياهما .
وكانت طيىء تسكن الجرف من أرض اليمن .
وهو اليوم محلة مراد وهمدان وكان سيدهم يومئذ أمامة بن لؤي بن الغوث بن طيىء وكان الوادي مسبعة وهم قليل عددهم وقد كان ينتابهم بعير في أزمان الخريف ولم يدر أين يذهب ولم يروه إلى قابل وكانت الأزد قد خرجت من اليمن أيام العرم فاستوحشت طيىء لذلك وقالت قد ظعن إخواننا فصاروا الى الأرياف .
فلما هموا بالظعن قالوا لأسامة إن هذا البعير يأتينا من بلد ريف وخصب .
وإنا لنرى في بعره النوى .
فلو أننا نتعهده عند انصرافه فشخصنا معه لكنا نصيب مكانا خيرا من مكاننا هذا .
فأجمعوا أمرهم على ذلك .
فلما كان الخريف جاء البعير فضرب في إبلهم فلما انصرف احتملوا واتبعوه يسيرون بسيره ويبيتون حيث يبيت حتى هبط على الجبلين .
فقال أسامة بن لؤي .
( اِجْعَلْ طَرِيباً كحبيبٍ يُنْسَى ... لكل قَوْمٍ مُصْبَحٌ ومُمْسَى ) .
قال وطريب اسم الموضع الذي كانوا ينزلون به .
فهجمت طيىء على النخل في الشعاب وعلى مواش كثيرة وإذا هم برجل في شعب من تلك الشعاب وهو الأسود بن عباد فهالهم ما رأوا من عظم خلقه وتخوفوه وقد