فأنشأت تقول .
( كلانا مُظهرٌ للناس بغضاً ... وكلٌّ عندَ صاحبهِ مَكِينُ ) .
( تُبلِّغُنَا العيونُ بما أردنا ... وفي القلبين ثَمَّ هَوىً دَفِينُ ) فلما سمع البيتين شهق شهقة شديدة وأغمي عليه فمكث على ذلك ساعة ونضحوا الماء على وجهه حتى أفاق وتمكن حب كل واحد منهما في قلب صاحبه حتى بلغ منه كل مبلغ .
المجنون يخطب ليلى وأهلها يزوجونها وردا .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثني هارون بن محمد بن عبدالملك قال حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن هشام بن محمد بن موسى المكي عن محمد بن سعيد المخزومي عن أبي الهيثم العقيلي قال .
لما شهر أمر المجنون وليلى وتناشد الناس شعره فيها خطبها وبذل لها خمسين ناقة حمراء وخطبها ورد بن محمد العقيلي وبذل لها عشرا من الأبل وراعيها فقال أهلها نحن مخيروها بينكما فمن اختارت تزوجته ودخلوا إليها فقالوا والله لئن لم تختاري وردا لنمثلن بك فقال المجنون .
( ألا يا لَيلَ إن مُلِّكْتِ فينا ... خِيارَكِ فانظُرِي لِمَن الِخيارُ ) .
( ولا تَسْتَبْدِلِي منّي دَنيّاً ... ولا بَرَماً إذا حُبَّ القُتَارُ ) .
( يُهَرْوِل في الصغير إذا رآه ... وتُعجِزُه مُلِمَّاتٌ كِبَارُ )